AHMAD HAMDY

Sunday, April 13, 2008

رؤية سياسية قابلة للنقاش


.m.
يقول نبى الإسلام صلى الله عليه وسلم : مثل المؤنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى . ويشرح أحد الأطباء العلاقة بين أعضاء الجسد البشرى وتعاونها وتناغمها فى ليونة ويسر يؤدى كل منهم دوره ووظيفته .. يقول هذا الطبيب : إن هذه الأعضاء أصيبت بنرجسية وأخذن يتحدثن عن عظم أدوارهم وأهميتها, فقال العقل أنا القائد الذى ينظم ويرتب ويدبر سائر أمور الأعضاء ولولاه لعمت الفوضى وتداخلت المسا رات وأصيب الجسد كله بالشلل .. وتكلم القلب فقال إنه يعمل ليل نها ر بغير توقف أو راحة ليمنح سائر الأعضاءأسباب الحياة ... وقالت المعدة والكل وسائر الأعضاء .. كل يتكلم عن دوره وأهميته أهميته ... حتى فتحة الأست وهنا ضحك الجميع قائلين حتى أنت أيتها الأست تتكلمين عن دور وأهمية ..سحقا لك ... أرينا إذن أهميتك .. وإزاء هذه الإهانة من سائر الأعضاء أقدمت الإست على الإضراب عن العمل وتوقفت عن الإخراج .. وكانت النتيجة إصابة الجسد بالتسمم وأشرف على الموت والهلاك , فعادت الإست للعمل واعتزر سائر الأعضاء لها , وشفى الجسد من نرجسيته .
ولما كانت الأمة بناء لجسد أجتماعى وحدته الإنسان , تقوى بقوته , وتضعف بضعفه تثرى بعطائه وتشكو إن عجز , فلافضل إذن لفئة على فئة , وليس هناك فئة عزيزة وأخرى مهينة , وكما قال الأمام محمد الشعراوى- عليه رحمة الله – الوزيروعامل المجارى يحتاجان لبعضهما البعض بقدر متساوى وكذلك أثرياء المجتمع وبسطائه كل يحتاج إلى الآخر بقدر متساو.
وكما يحدث فى الطب عند زراعة عضو غريب فإن سائر الأعضاء تقاومه وتلفظه لذلك يتم تثبيط هذه المقاومة , الأمر الذى يضر بقدة الجسم بالكامل , فالعلاقة بين الأعضاء إذن علاقة حياة دونها الموت , ولكنها أيضا علاقة تواد وتراحم وحب , لا إجبار ولا اكراه , علاقة فيها مصير الجزء هو مصير الكل . وكذلك الأمم - أى أمة - أيا كان نشاط سكانها , بها علية القوم الذين يملكون الثروات , وبسطائها الذين لا يملكون إلا كدهم وجهدهم , تتوسطهم فئة يطلقون عليها المتوسطة منهم العلماء والمفكرون والكتاب والصحفيون والمحامون والأطباء والصيادلة والمهندسون ... إلخ
هؤلاء الناس يديرون أعمالهم من خلال الجامعة والمعهد والمدرسة والمستشفى والصيدلية والمكتب والمطبعة وأجهزة الإعلام والنشر , هؤلاء هم عقل الجتمع وضميره , عليهم وبهم يتم تصحيح المسار للأمة بأسرها .
فليس من المعقول أن يذهب المريض إلى الطبيب لأمر ألم به فيطلب الطبيب تحليلا معينا ويظهر التحليل.
مثلا ارتفاعا فى نسبة السكر فيحتج المريض ويرفض التليل ويرفض العلاج ويذهب إلى دجال ليقول له ""(انك عال العال)""لأنه فى هذه الحالة ذاهب إلى المجهول , أيضا الأمم تتعرض لهذا , فنجد مثلا. دولة مثل الولايات المتحدة يصاب فيها نظام التعليم بخلل , فينبرى له علماء ومفكرون وكتاب , ليجمعوا على أمر واحد وهو أن الأمة فى خطر ويصدرون تقريرا عنوانه هكذا "(أمة فى خطر )" . لم يرفض أحدا من الإدارة الأمريكية التقرير وعكفوا ملتزمين خطوات العلاج , وكذلك دول مثل المانيا وفرنسا بعد الحرب العالمية الثانية كان لديها نقصا خطيرا فى الأيدى العاملة فأستقدموا العمال من جيرانهم وحلفائهم , من تركيا وشمال أفريقيا وبعد نصف قرن من الزمان صار هؤلاء العمال عضوا غريبا فى الجسدين الالمانى و الفرنسى ..لابد ان يرحل .الا ان يرد الاه غير ذلك.؛ و لا استطيع ان امر مر الكرام على هذه القاعدة الطبيعية دون ان اذكر اسرائيل كعضو غريب فى الجسد العربى و اعزز ذلك بقول ربنا جل و علا ..فأنها محرمة عليهم ..و ان مأواهم الارض ..كل الارض.
اخلص من كل ما تقدم انه على المستوى الفردى و الشخصى لا استطيع ان ارد رأى طبيب او مستشار او معمل او دراسة علمية فان الامم على المستوى العام ايضا لا تستطيع ذلك.
ليس ذلك فحسب و انما تقوم بتدعيم و تقوية دور هذه المؤسسات و المعاهد التى تتصدى لهذا النشاط المهم فى حياة الامم و ذلك لاستمرار تقديم التحليل والتقييم و النقد البناء لضمان السلامة و عدم الانحراف عن سواء السبيل و هذا هو صلب دور الطبقة المتوسطة من منابرها الاعلامية و البحثية و العلمية و الرقابية .و علينا ان نعلم تماما ان تعطيل هذه الفئة عن اداء دورها بأى شكل من الاشكال جريمة عظمى فى حق الوطن.
.
الطبقةالمتوسطة فى مصر :.
قبيل حادث المنصة الشهير عام 81 عجت سجون مصر بالمئات من الكتاب و المفكرين و الصحفيين و العلماء من ذوى الرأى و الفكر ..و تلك آفة الحكم الشمولى..انه لا يقبل معارضة..بل لا يقبل مجرد رأى خالفه..شىء غريب..يقول ربنا لنبيه صلى الله عليه و سلم..و شاورهم فى الامر..و المسألة مجرد رأى ..جدال..ليكن..لماذا لا يكن بالتى هى احسن..اما ان يكون السجن..اهدار قيمة الانسان و ازلاله لاجباره على ان يؤيد او يصمت ..او يرحل..ليس هكذا يكون البشر.
هؤلاء هم صفوة الطبقة المتوسطة و معقد آمالهم و رجائهم ..منهم من اختار الصمت ومنهم من اختار الرحيل من اجل سلامة ابنائهم و اهلهم ووطنهم معتصمين بقول الله عز و جل و اصبر و ما صبرك الا بالله..و الصبر على المكاره جزاؤه ان يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب.
علينا ان نعترف فى شجاعة اننا قصرنا فى حق امتنا ..و لم نأخذ بأسباب العلم الذى امرنا به ربنا و اخذبه غيرنا ففرضوا ارادتهم..علينا ان نعترف اننا متخلفون..هذه حقيقة يجب ان نعترف بها و نكرانها جهل و تكبر و مزيد من التردى.
هذا حال كبار الطبقة المتوسطة فماذا عن شبابها..ابناء الطبقة المتوسطة هم الايتام على مائدة اللئام .و لننادى يا ابناء الطبقة المتوسطة اين انتم..و كأنى انادى بعيد و يأتينى الصوت ضعيفا واهنا حزينا .أنا هنا فى شارع فؤاد..فى ميدان العتبة ..فى ميدان التحرير..احمل حقيبة على كتفى بها ادوات زينة او حلاقة او اجهزة..فأنا مندوب تسويق..فى جيبى بطاقة عليها صورتى و اسم الجهة التى اعمل لديها ..و يرد اخر ..و انا هنا فى الشركة الفولانية..اقف على ناقل آلى ..و آخر انا فى كشك حراسة..رجل امن و اخر مشرف نظافة او جرسون فى كازينو او مطعم او نادى و لا يجب ان اسأل لماذا ..فأنا اعرف الجواب..و لكن بالرغم من ذلك اسأل ..لماذا و يأتى الرد..اصل الهجرة محتاجة فلوس كتير ..هجرة ..هجرة من و الى اين..هجرة وطن لا يريدنى ..الى اى مكان..لا يهم المكان..اهلى صرفوا على كتير..كتير اوى لغاية الجامعة ..و بحثت عن العمل الذى اعددت من اجله..و انتظرت..و بعد فترة علمت اننى انتظر ما لن يأتى ابدا.
كنا فى الماضى ننتظر اياما ثم صارت شهورا ثم اصبحت اعواما حتى طلع علينا مسئول يقول بملء فيه ..لقد انتهت القوى العاملة و لم يعد العمل مسئولية الدولة..اذن ما الحل؟ ..الحل فى المشروعات الصغيرة..ان لدينا ادارات فى شتى المحافظات مهمتها مساعدة الشباب على انشاء مشروعات صغيرة ..نقدم لهم دراسة جدوى بالمجان و نقدم قروضا ..و نقدم ايضا امثلة ناجحة ..فهذه السيدة فلانة اقامت مشروعا صغيرا بقرض صغير استغلته فى اعمال الكانافاه و التطريز و اقمنا لها معرضا و باعت و ربحت و اخذت قرضا اخر اكبر و ايضا باعت و ربحت و اصبح لديها مصنع ..و هذا السيد فلان اقام مشروعا لتصنيع الجبنة بقرض بسيط ثم اصبح ايضا لديه مصنع و هذا دليل و شاهد على نجاح توجهنا. هل سألنا كيف تتعامل دولة مثل الصين الشعبية ذات المليار و نصف من البشر مع المشروعات الصغيرة ..المسألة فى منتهى البساطة..نعم فى منتهى البساطة بالنسبة لمن يتصدى لمشكلة يريد لها حلا و هو مخلص فى توجهه للحل.؛ ناس درسوا الاسواق ..الاسواق العالمية ..و حددوا تماما ماذا يستطيعوا ان يقدموا لهذه الاسواق من ناتج عمل ابناؤهم ..و تححد المنتج و تححدت مواصفاته و سعره و تحدد الشباب الذى يجيد تصنيع هذا المنتج او زود بالمعرفة اللازمة للانتاج و اعطى المعدة و الخامة ..و ليس عليه الا ان يقوم بالتشغيل المطلوب طبقا لخطة انتاج معدة سلفا ..و مكان الانتاج ربما محل اقامته و ربما ورشة صغيرة فى موقع قريب منه و ربما مصنع صغير او كبير ..ثم يأتى دور التجميع و الاختبار النهائى ثم التعبئة فالاسواق الخارجية ..لا هى عبقرية و لا معجزة ..و انما اخلاص و صدق ..احتفظت بأولادى داخل بلدى و انتاجهم هو الذى هاجر الى الخارج و عادت ملايين و مليارات بل ترليونات من العملات الاجنبية.؛ مستحيل ان اترك أولادى الذين تخرجوا فى الجامعة او المعهد او المدرسة اليوم ليبحثوا عن مشروع يقيموه غدا ..ليس لديه اية افكار عن السوق و ما يطلبه و الاسعار و الخامات و المعدات و التسويق و متابعة ما بعد البيع.؛ كما يقول اهلنا الصادقون المخلصون"(هم ما يتلم)" ثم أقول هذه مسئوليتكم ياشباب , اعتمدوا على أنفسكم , يا أيها المسئول هل ابنك فعل هذا ؟ , ولا أنتظر رد .؛ يا أبتاه ضعنى على الطريق و أهلنى للعمل الذى يراد منى , وتابعنى حتى أطور أنتاجى وأكسب مايكفينى هنا فقط تستطيع أن تقول أنك أديت رسالتك بنجاح , وأقول شكرا أبتاه.
أما مايطلق عليه أهلنا فى مصر مشروعات صغيرة , فاعفونى من التعليق فلست شتاما ولا لعانا , و أكتفى بما قاله رئيس أحد الأحزاب المصرية : ياليت المليارات التى نهبت من البنوك المصرية من المال العام وذهبت بغير رجعة خصما من رأس مال مصر بضمانات وهمية لأصحاب مشروعات كبيرة , كبيرة جدا جدا , ذهبت لأولادنا أصحاب المشروعات الصغيرة كم يكون نصيب الواحد منهم ؟ بضعة آلآف من الجنيهات وبفرض انها لن ترد , فإن عائدها كان سوف يكون عظيما جدا , لأنه سيكون الولاء للوطن سيكون دليل مصداقبة للكبار الذين يتولون أمورنا كلها .

[ بداية تآكل الطبقة المتوسطة [
كان علينا بعد حرب أكتوبر التى أحرزنا فيها نصرا لأول مرة على عصابة الشر التى غرسوها نبتا شيطانيا فى الجسد العربى أن نثبت وندعم مرتكزات القوى التى مكتنا من الأنتصار , وكان القطاع العام أحد هذه المرتكزات حيث قامت شركاته ببناء مخابئ الطائرات والممرات والتحصينات فى ظل الحرب وتحت وابل نيرانها , ولم تكن المصانع الحربية وحدها هى التى تقدم السلاح والذخيرة للجيش , وإنما ساهمت سائر وحدات القطاع العام فى تقديم كل ما يطلب منها تعزيزا لإرادة الحرب
, ولعل أعظم ما قدمه القطاع العام الجنود , نعم الجنود وبالذات أصحاب المؤهلات العليا والمتوسطة الذين استوعبوا كيفية التعامل مع المعدات الحديثة وعدلوا فيها – تماما مثلما فعل الإسرائيليون فى المعدات الأمريكية لتتوائم مع ظروف القنال – وفق ما رأينا فى معرض الغنائم الذى كان مقاما فوق الأرض التى تعرف الآن بالأوبرا , كل جندى من هؤلاء الجنود كان مملوئا بالولاء والحب للوطن الذى أعطانا جميعا بغير تفرقة بيننا , غرس فينا العد ل فانبت العدل وفائا , لكن الغريب أننا فعلنا العكس تماما , فى البداية تحولت سائر قطاعات العمل فى الدولة إلى تكايا تمنح قيادتها وإدارتها مكافئة أو هبة أو عطية أو منحة , وكان طبيعيا أن تنتهى هذه القطاعات إلى خسران مبين ينتهى بنا إلى البيع , البيع الذى يتوازى معه توقف الدولة عن تعيين الخريجين. ويبحث الخريجون عن العمل فى شتى بقاع الأرض , وليس جميعهم قادر علىذلك بالطبع , عوضا عن الذين يقعون فريسة لنصاب أو محتال أو يغرق فى البحر أويموت فى غابات أوروبا تحت وطأة الصقيع , كان هذا الصنف من الشباب قادرا على المغامرة أو شئت المخاطرة , أما من لم يقدر فقد اكتفى بحمل بطاقة مدون بها المهنة حاصل على الشهادة الفلانية , فهل يفهمنى أحد معنى هذا.؟ أنا أفهم أن المقصود بالمهنة , نجار , دكتور , مهندس, سباك , محام . اما أن تكتب الشهادة محل ذلك فهى إذن التعبير البديل لكلمة عاطل , لوكتبناها وأحصيناها كم ستكون .؟ هل هذه البطالة هى المقابل للمنحة الأمريكية والمساعدات الأوروبية , مثل المساعدات الغذائية التى كانت ترمى بها الطائرات الأمريكية على الشعب فىأفغانستان ابان احتلالها , ومثل التى كانت تقذف بها على البوسنة والهرسك ابان اغتصابها على أيدى الصرب , ما علينا من ذلك اننا نبحث عن العمل والعمل شحيح , غير متاح ، وإن اتيح فهو فرصة , يقولون فرصة عمل , بعد أن كان حق تكفله الدولة وترعاه أصبح فرصة قد تأتى أو لا تأتى , وفى الغالب لا تأتى . لذلك هجرالشباب _ وأغلبه شباب الطبقة المتوسطة _ الوطن إلى الجيران العرب فى الخليج والعراق واليمن , أى والله فى اليمن مدرسون وأطباء و مهندسون وغيرهم , وعلى أى حال مهما بلغت قسوة ظروف العمل فى الخارج فهى أفضل من الاكتفاء بحمل بطاقة مدون بها المهنة حاصل على الشهادة الفلانية ليلهث وراء فرصة عمل .
فرصة العمل l
يحكى لى صديق أنه طالع بالجرائد اعلانا عن شركة تطلب عمالا ومن بين ما تطلب مهندسين دون ذكر لتخصص أو خبرة فذهب مدفوعا على الأكثر تحت تأثير الفضول وليس أملا فى العمل , وقابل صاحب الشركة وحاول أن يعرف منه عن الوظيفة , مواصفاتها , التخصص , الخبرة , المؤهلات , فإذا بالرجل يصيح : " انت برضه حتقوللى زى اللى قابلك , يا عم أنا عايز باشمهندس يقعد مكانى كأنى موجود بالضبط " وعاد المهندس يسأل عن مجال العمل هل هو مثلا تشغيل قطع غيار للمعدات , وقاطعه الرجل مرة أخرى صائحا : قطع الغيار إيه , أنا باجيبها بالطيارة ... تصميم ...تخطيط .... كله بتاع برة . ويسأل الصديق , ما العمل ؟ قلت الصبر .,. ويحكى صديق مدرسا تخرج فى كلية التربية ويعمل فى مدرسة خاصة , فى ظروف عمل كالآتى : غير مسموح بوجود كرسى فى الفصل للمدرس , غير مسموح باجازات , ويوم الغياب يخصم بمبلغ عشرون جنيها , التأخير ولو لدقائق تخصم من المرتب أيضا
, أى أعمال غيرالتدريس تتعلق بالمدرسة عليه أن يقبل بها ورفضها يعد رفضا للعمل . كما يتم ايقاف راتبه خلال فترة الأجازة . , وسألنى أيضا ماذا يفعل قلت أيضا الصبر.
وسمعت فى برنامج "على الناصية " الأذاعية الشهيرة أمآل فهمى تسأل أكثر من مرة فى أكثر من حلقة: هل صحيح ما تنشره وسائل الإعلام عن موظفين بالدولة يتقاضون مرتبا شهريا يبلغ عشرات ومئات الآلآف من الجنيهات فقلت لنفسى صبرا , وذهبت ذات مرة أشترى "(جوز فراخ)" ورأيت عمالا لدى هذا الفرارجى يلبسون قفازات فى أيديهم ومريلة وكمامة فسألت صاحب المحل عنهم فأفهمنى أنهم جميعا متعلمون فى الجامعة , وسألت الرجل كم مرة حجيت ياحاج ؟ فقال كل سنة أنا والحاجة بنطلع مع بعض ياحج يا عمرة , قلت هل تعلم كم مرة حج صاحب المقام الذى تزوره فى المدينة المنورة ؟ وأردفت قائلا: مرة واحدة فقط هل فكرت فى هؤلاء المساكين بتوع الجامعة الذين يعملون لديك , إن نفقات حجك أنت والحاجة كل سنة تقيل عثرة أربعة من هؤلاء كل عام ولكما ثواب الحج .
وأخلص مما تقدم إلى سؤال هل هذه الأعمال المتاحة توفر دخلا ثابتا أو حتى شبه ثابت يتيح للعامل اسقرارا كى يتزوج ويكون له بيت و زوجة وأولاد ؟ والجواب بالطبع لا إذن ما العمل ؟ أقول الصوم.
و جلست ورأسى بين كلتا يدى اعتصرها علها أولعلى بها أهتدى إلى ما استقوى به على هذا الزمان؛ زمان الصبر والصوم والألم , وهدانى عقلى الى التاريخ ؛ تار يخنا وتاريخ أمم أخرى مثلنا , ان الزمن يمضى وكأنه مابين غمضة عين وأنتباهتها فإذا الحال غير الحال .
b المشكلة b
ما المشكلة؟ هل هى عدم وجود فرصة عمل؟ هل هى غياب العدل؟ ..الحرية ؟ ..تسفيه قيمة العلم؟
ولنكن أكثر جرأة فنقول الشرعية نعم هى كذلك , فلقد سمعت فى الإذاعة , الإذاعة المصرية وتحديدا البرنامج العام مسئولا نقابيا يتحدث بمناسبة انتخابات النقابة ؛ فيقول مفاخرا ان نسبة الحضور , حضور الناخبين أكثر من 95% وليست 6% أو 7% كما فى الإنتخابات العامة وأقول وأيضا أنتخابات الأندية الرياضية والأجتماعية والمهنية أو للأمانة بعض النقابات المهنية , لأن البعض الآخر مازال موضعا تحت الحراسة , كل هذه الأنواع من الأنتخابات تتعدى نسبة الحضور فيها نسبة حضور الأنتخابات العامة كثيرا جدا جدا , لماذا لأن المسألة تحتاج إلى جرأة , يا أيتها الجرأة إلى أين تمضى بنا , لكن لا مفر كما يقولون (وعلى بلاطة) ان هناك وصاية على هذه الأمة كى لاتتحول ايران ثانية , هل هناك جرأة أكثر من هذا , لقد قلتها واسترحت , ولله الأمر من قبل ومن بعد , ولكن دعنا نقولها بصراحة ألم نسمع كلنا أو بعضنا بعد وفاة الإتحاد السوفيتى تصريحا حكوميا أمريكيا بأن الإسلام
هو العدو المرشح للنزال بعد الإتحاد السوفيتى , اليس ما يحدث الآن فىشتى بقاع الأرض للمسلمين , ومنهم العرب هو ترجمة حقيقية تطبيقية لهذا التصريح الحكومى الأمريكى , والمعنى أن هناك خطة تقوم بتطبيقها سائر الحكومات الأمريكية جمهوريين وديموقراطيين لأنها سياسة الأمة الأمريكية ولقد قالها كاتبنا الساخر أحمد رجب أكثر من مرة , مرات كثيرة جدا , أن المسلمون هم الهنود الحمر فى هذا العصر , إن المسألة جد خطيرة , خطيرة جدا ولا أرى أننا نتفهمون لمدى خطورتها إننا أمام برنامج أمريكى للقضاء على الإسلام وهذا جهل وعنجهية لا يخيف أحدا فأنا أرى أنها بداية النهاية للأمة الأمريكية وأيضا بداية الفرج للإسلام , لأن اعلان الحرب على الإسلامة اعلان حرب على الله . , ان أشد عصاة المسلمين يتمنى أن يموت مسلما وليس هناك مسلما يقبل بغير الإسلام دينا , انها عقيدة , استوت فى القلب وتمكنت منه والموت عليها غاية المنى والأمل فهل هم كذلك , واخالنى أسمع من يقول انها نظرية المؤامرة , مازلنا أسرى لهذه النظرية , كل شئ نتصوره على انه مؤامرة علينا اننا نسئ الظن دائما , هذ تطرف فى الفكر, وكأننا لانسمع ولانرى مايحدث فى أفغانستان والعراق وفلسطين والسودان ومن قبل البوسنة والهرسك والشيشان , ما أحوجنا إلى جرأة أكثر لنسأل , يا ترى ما هى الخطة المعدة لنا لمصر.
__ هؤلاء المصريون أكثر من سبعين مليون من البشر , قاتلوا من قبل فابلوا بلاء حسنا , طوروا الأسلحة السوفيتية لتحقق لهم أهداف القتال , لكننا نحن الأمريكيون أنسيناهم القتال وإرادة القتال وفعلنا وفعلنا . ليس لديهم سنة ولا شيعة ولا أكراد كما فى العراق , لكن كما ترون أثرياء وفقراء , أما الطبقة المتوسطة فإنها تتآكل بمعدل كبير, وانها لاشك سائرة إلى اللاعودة , ان أبناء هذه الطبقة لا يجدون عملا ولا استقرارا فى بلدهم , فإن الأعمال المتاحة أمامهم هى أعمال لا تضمن استقرارا ولا أمانا والأهم أنها ليست بناءا على ما سبق أن تعلموه وانما نهاية لما تعلموه , إنهم عبارة عن عمالة عادية فى المصانع القليلة التى تنشأ تحت رعايتنا و فى حضانتنا طبقا لحق المعرفة المقدمة منا لهم وهى مصانع تعتمد على إرادتنا فى الإستمرار أو تغيير النشاط أو الإيقاف , وأيضا يعملون فى المنشآت السياحية وحتى هذا النشاط أيضا بأيدينا إيقافة أو استمراره , يبقى هؤلاء الذين يعملون كموظفين فى الدولة (من الطبقة المتوسطة) وهم عدد قليل لا يجاوز المليون , والباقى منهم يكافح من أجل فرصة عمل , أى عمل , هؤلاء هم المستهدفون , هؤلاء هم الذين يمكن التأثير فيهم لدفعهم إلى حيث نريد .
_هؤلاء المصريون الذين خرجوا من مصر هل يعرف أحد كيف خرجوا , من الذى مول خروجهم وأوصلهم إلى أفغانستان وغيرها كى يقاتلوا ضد السوفييت بأسلحة أمريكة , هؤلاء المصريون المارقون فى أمريكا وانجلترا بالذات ويتقاضون مرتبات واعانات لكونهم همزة الوصل مع أقربائهم فى مصر , ولقد كنت أقول يوما لصديق اننى قد أختلف مع أهلى وأغضب لظلم وقع على منهم , وقد يشتد بى الغضب لكن لا أقتلهم , فقال يا أخى ألا تعلم أن من أكل عيش اليهودى حارب بسلاحه..
لقد تعددت بؤر القتال فى العالم لم تعد أفغانستان ولا العراق ولا القرن الافريقى .. إنهم شباب لا يعلم
عن الإسلام بعد الشعائر إلا النذر اليسير , والكثير من الحمية والحماسة التى هى أخت الحماقة والتهور لكنهم باتو لا يثقون بالكبار وهم معذورون , معذورون جدا , إن كل ما نقدمه لهم على أساس أنه حملات للتوعية والتثقيف لا يمكن أن تؤدى أى ثمار بالمرة مع شباب عاطل يبحث عن لقمة العيش , مجرد لقمة العيش فضلا عن المستقبل والأمل فى حياة آمنة مستقرة ، وفى ذات الوقت يتم استفزازه بشدة حين يرى زميله فى الجامعة لا يركب المواصلات العامة أو الخاصة و انما يركب سيارته الخاصة و ينفق بلا حساب انفاق الذى يغرف من البحر.هؤلاء الشباب الذين قالوا عنهم انهم شباب مصر الأخرى, الشباب الذى اشترى تذاكر مباريات كرة القدم فى البطولة الأفريقية السابقة بأكثر من عشرة و عشرون ضعف ثمنها ,شاب بيدفع فى تذكرة كرة قدم ما يوازى مرتب ثلاثة من خريجى الجامعة,من هؤلاء الشباب و لماذا هم على هذه الدرجة من الثراء و نحن على هذه الدرجة من الفقر و الهوان,أولاد من هؤلاء فى مصر,حتى لوظائف الامة أصبحنا نقرأعن شباب يستبعد من وظائف السلك الدبلوماسى و النيابة و نجدها لكونهم غير ملائمين اجتماعيا,أين تكافؤ الفرص,بل أين العدل,أين المساواة,بل أين الدستور, و هل ما زال موجودا و ان لم يكن كذلك فماذا يكون نوع هذا الدستور الحاكم الان,لابد أن نقر بالضغط النفسى العنيف الذى يعانى منه شباب الطبقة الوسطى,هم أبناءنا,صرفنا عليهم دم قلبنا من أجل أن يتعلموا, وتعلموا فماذا بعد,لقد سمعت أحد هؤلاء الباشوات السابقين فى مجلس الشعب يتحدث عن أزمة البطالة فيقول أن لديه رجل طيب يعمل لديه من زمن طويل تعلم ابنه فى الجامعة و لأنه كذلك رفض أن يساعد أبوه فى ذات العملالذى يعمله بالرغم من أنه يمضى وقته بالكامل على المصطبة,ان أمثال هذا الباشا كثيرون,كثيرون جدا,كأن الله خلقه و ذريته باشوات و الاخرون و ذرياتهم أجراء لديه و أمثاله,ليس لهم الحق فى الحياة الا تحت موائدهم يلتقطون الفتات,منطق غريب لابد أن يتغير.أين هذا من منطق العصر الراقى المتحضرالذى يحترم ادمية الانسان بل و يحترم الحيوان ايضا .رئيس وزراء فرنسا توقفه اشارة مرور و هو فى سيارته الخاصة و شاب فرنسى بسيط يركب دراجة فيجد رئيس الوزراء فى سيارته الى جواره فيستند بيده على سيارته و يجاذبه أطراف الحديث,المعنى أنهم هناك سواسية أحرار و ليسوا أسياد و عبيد و أن رئيس الوزراء وصل لموقعه هذا بارادة راكب الدراجة هذا و أمثاله و أن بقاؤه فى منصبه مرهون بما يحققه لهذا و ذاك , و نحن نقول لأمين الشرطة يا باشا و لضابط الشرطة يا عظيم الباشوات ذلك لأننا كنا فيما مضى نقول أن الشرطة فى خدمة الشعب فأصبحنا نقول أن الشعب و الشرطة فى خدمة القانون و لمن لا يعلم هذا هو شعار الشرطة اليوم ,الشرطة لم تعد فى خدمة الشعب و لابد أن تعود الشرطة لخدمة الشعب ,لماذا الأستعلاء و الأستنكاف,اليسوا أهلك ,ألست منهم,شىء غريب.
_لقد خرج من هذا البلد, مصر, مواطنون مصريون بسطاء لا يحملون من الشهادات العلمية غير شهادة البكالوريوس أو الليسانس ,خرجوا مهاجرين الى دول فى أوروبا و أمريكا و بالرغم من كونهم غرباء لا ينتمون للنسيج الوطنى لهذه البلاد الا أنهم مكافحون ,حققوا نجاحا فى أعمال تخدم أهداف و طموحات هذه الدول ,لذلك نالوا ما يستحقون فوق الحقوق المادية حقوقا أدبية و معنوية ,ذلك أن مقياس المواطنة عندهم هو ما يقدمه المواطن لوطنه و أن هؤلاء المصريون قدموا لهم ما يستحقون من أجله التكريم و التعظيم و يا حسرة علينا أنكرنا أبنائنا فصاروا نجوما لامعة فى بلاد أكثر منا حضارة و انسانية و كأننا نطارد الناجحين النابهين من أبنائنا الى خارج الحدود ,انهاجذور فلسفية قديمة من أعماق التاريخ حين سبق المصرى ابن عمرو ابن العاص فضربه بالسياط قائلا كيف تسبق ابن الأكرمين ,و رحم الله عمر بن الخطاب الذى مكن المصرى من ابن الأكرمين و من أبيه ,ذلك أن ابنه لم يضرب المصرى الا بسلطان أبيه ,و قال عمر رضى الله عنه "كيف تستعبدون الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا", و أردف "من ولى واليا و هو يعلم أنه فاسق فهو فاسق مثله", و أقول و ان كان لا يعلم فتلك مصيبة .
_ان البطالة ليست حقيقة الداء ,هى مجرد مظهر و لكن الداء الحقيقى هو الفساد ,الفساد العام الشامل الذى أصاب كل شىء.

jjj الفسادjjj
استضافت برامج الاذاعة و التليفزيون الكثير من الكتاب و الصحفيين الذين تحدثوا عن الفساد و تناولت الجرائد القومية و المعارضة و المستقلة موضوع الفساد ,حتى أن أحدهم اقترح وزارة لمكافحة الفساد.
_و الفساد ليس شبحا يرانا و لا نراه ,او لصا يأتى بظلام أو حتى قاطع طريق , و لكنه انسان مثلى و مثلك ,مثلنا جميعا, و لكنه يتميز عنى و عنك بأنه موظف عمومى يتمتع بحماية الدولة ,أى بحماية القانون,يفسد بالقانون كأنه قدر لا سبيل لمقاومته ,استشرى و استأسد و تمكن من كل شىء ,حتى أصبحنا نتقابل معه بتلقائية و كأنه أمر طبيعى ,بعضنا يندهش أو لا يريد أن يصدق و لكنه فى النهاية يستسلم للأمر الواقع و يقدم الونجز كى ينجز و يشيلهم كى يشيلوه ,الى اخر هذه الأقوال التى أصبحت من المسلمات.
_فالشقة مثلا ,شىء طبيعى أنه حين اسمع عن شقق تقدمها الدولة لأمثالى ,شقة مدعومة مقدمها ألف جنيه و قسطها الشهرى أو السنوى ثمانون أو ثمانمئة من الجنيهات ,و على مدى ما يزيد عن العامان من تقديم كافة المستندات التى تثبت أحقيتى لهذه الشقة ,لكنها لا تأتى, و أخيرا لجأت لسمسار و حصلت عليها ,هى ذات الشقة بعد أن دفعت اثنين و عشرون ألفا من الجنيهات ,كيف,هذه الشقة اشتراها قبلى اثنان و المشترى الأول رجل مهم حصل عليها مع أخريات كثيرات بقدم ألف جنيه للشقة ثم تنازل عنهم جميعا مقابل بضعة الاف للشقة ,بالقانون ,عقد بين الجهة الحكومي و المنتفع ثم تنازل من هذا المنتفع لمنتفع اخر ,اجراء تلو اجراء و كله بالقانون ,و مثل كل هذه الأجراءات كانت هناك لجنة بحثت و محصت و دققت و اختار المنتفع الأكثر استحقاقا ,هذا الرجل المهم, و يذكرنى هذا بقصة لمست أحداثها عن قرب, شركة من الشركات التابعة للدولة و مسئول كبير طلب خزان مياه استانلس للفيلا خاصته من المسئول عن الشركة المعنية بالتصنيع ,فأعطى المسئول الأول أوامره لتصنيع عدد أثنان خزان فأعطى المسئول الثانى أوامره لورشة التصنيع لتصنيع عدد ثلاثة خزانات ,فقام رئيس الورشة بتصنيع عدد اربعة خزانات لم يتسلمها أحد لأن المسئول الأول أقيل من منصبه .و يحكى لى انسان طيب يعمل فى الضرائب يقول تصور أن الناس احجموا عن دفع الضرائب ,ماذا يكون الحل,و اردف يقول سيدة أعمال تعمل فى مجالات كثيرة ,عقارات و أراضى ,ورش ,محلات و خلافه تحقق أرباحا وفيرة بالملايين رفضت أن تدفع ضرائب و بناقشتها قالت من الاخر كده أنا حرام عليا أدفع ضرائب للناس دول و من الاخر كده شوف لى حد أتفاهم معاه ياخد اللى فيه النصيب و نخلص.لقد أصبح لكل مواطن مع الفساد قصة و تقدر أن تشكو أحد لأحد مجرد الشكوى ,أن تجد من يسمع شكواك ,البعض يجد طريقا لشكواه عبر الصحف الحزبية أو المستقلة أو ربما أحد لبرامج الاذاعية ,لكننا أصبحنا لا نهتم بالمعارضين ,انهم عبر كل هذه السنين منذ عدنا للحياة الحزبية لم يستطيعوا تغيير وزير.انها حكومة تستند الى أغلبية مطلقة من أعضاء مجلس الشعب و الشورى أيضا ,انها الشرعية و النتيجة حفنة من البشر تملك كل شىء و باقى البشر و سواده الأعظم يكافح من أجل أن يبقى على قيد الحياة و حياة كتلك لا يمكن أن تسمح بطبقة وسطى , و عموما اذا كانت هذه الطبق مهمة و لهادور مطلوب فاننا نستوردها ,ان كل التقنيات المطلوبة للأعمال و حق المعرفة و المعدات و كل هذه المسائل يتم استيرادها بالكامل ,ان كل مانريده منهم عدد قليل للأعمال الاجرائية و التنفيذية و ادارة البنوك , و البنوك بالذات مسألة مهمة جدا بطبيعة الحال ,نريد الموظف الكفء المتفتح الذى ينزل الناس منازلهم ,فان رجال الأعمال الذين لهم أسماء تجارية معروفة لا يحتاجون الى ضمان عند الأقتراض من البنوك ,انما الضمانات هذه شرعت للمجهولين و المغمورين و المعوزين,شاب عايز قرض من أجل أن يقيم مشروعا صغيرا قد ينجح و قد لا ينجح لذلك عليه أن يقدم ضمانا حتى لا تضيع أموال البنوك التى هى أموال الشعب.و دعنى أقول لك أن هذه الطبقة المتوسطة ليست طبقة الملائكة الأطهار ,ان الكثير من هؤلاء الأثرياء و المسئولين يحملون درجات علمية عالية ,بعضهم أساتذة جامعات و رجال فكر و اعلام بل و قانون ,غير أنهم أناس عمليون ,واقعيون يعرفون من أين تؤكل الكتف ,انحازوا الى الطبقة الثرية ,القادرة ,أقول انحازوا و لا أقول انحرفوا أو خانوا القيم و المبادىء ,فنحن فى زمن الناس فيه يقيمون بما يملكونه من مال و ليس بالعلم لا القيم.لقد استقوى الفساد بعلم و خبرة أبناء الطبقة المتوسطة كى يكبر و يقوى و يعدل كل المسارات من أجل مصلحة الأسياد الذين يملكون الذهب و الفضة و لسلطان ,أما هؤلاء الذين انحازوا الى طبقة البسطاء فقد انحازوا الى الفقر ,ماذا يملك هؤلاء الفقراء المساكين غير دعوات لا تسمن و لا تغنى من جوع ,لكن حين تشتد معاناة هؤلاء البسطاء و تبدو الحياة فى عيونهم تافهة حقيرة ,عندئذ سيكون الجميع فى لجحيم سواء,أى سكين مطبخ تستطيع أن تذبح بها فرخة أو انسان رفض أن يعطيك ما فى جيوبه ,غير أن هذا السلوك الاجرامى و هو ما يطلق عليه مجرم الصدفة ,أى أن لاجرام ليس متأصلا فيه ,الا أن التكرار يعمل على تأصيل الاجرام ليصبح عملا كباقى الأعمال يدر دخلا ,و يتطور العمل و يتقدم مستفيدا من قدرات المجرم العلمية و قدرته على استخدام تكنولوجيا العصر ,فاننا حينئذ أمام مجرم خطير ,ثم شبكة و شبكات اجرامية ذات قدرات متباينة و تخصصات مختلفة ,كتذييف الأموال و المخدرات و السرقات المخططة ,الى اخر هذه الجرائم التى تهدد المجتمع فى الصميم و التى تطلب مكافحتها قدرات و أموال و دماء نستطيع اليوم تجنبها مستقبلا اذا فكرنا فى حماية أولادنا و أحفادنا و هو فى النهاية وطن واحد لكل الفئات ,فليكن للعدل و الرحمة مكانا فيه.

; تأثير تآكل الطبقة المتوسطة على الاقتصادl
تعج الأسواق بالكثير من نتاج المصانع ,طائرات وسيارات, تليفزيونات , ثلاجات , غسالات , كمبيوترات الى آخر هذه المنتجات الكثيرة و التى تتطور لتغطى احتياجات الانسان فى شتى مناحى الحياة و انشطتها المختلفة فى المصنع و الحقل و المكتب و المعمل و المستشفى ,و قد تدخل هذه المنتجات جاهزة تامة الصنع من الخارج ,و قد تأتى فى اطار تعاون بين مصانع محلية و اخرى أجنبية و ربما تكون مصرية خالصة و هذه هى الأهم بالطبع .
_و نعلم أنه لكل سلعة مشترى أو مستهلك و مستهلكى هذه السلع هم أبناء الطبقة المتوسطة بالطبع و كساد أسواقها هو توقف لصناعات كثيرة و تعطل عمالها علاوة على صناعات و أعمال و أنشطة تسبقها ,و كلنا يعلم أن أول و أهم معلومة فى دراسة الجدوى الاقتصادية هى ما تسمى بالدراسة التسويقية لتحديد حجم الطلب وصولا الى تحديد حجم الاستثمار طبقا لحجم النشاط ,فالنشاط الذى يبدأ بالتصنيع الكامل يختلف عن النشاط الذى يعتمد على التصنيع الجزئى ,غير الذى يعتمد على التجميع فقط ,لكل منهم عائده الذى يختلف عن الآخر أعلاهم ربما بالطبع الذى يعتمد على التصنيع الكامل و هو أيضا أكثرهم خدمة و نفع للمجتمع من حيث قدرته على تشغيل عمالة أكثر من باقى الأنشطة , و المهم فى الموضوع أن النشاط الذى يبدأ بالتجميع فقط سوف يتطور الى التصنيع الجزئى فالكامل طبقا لحاجة السوق.
_و مما تقدم يتبين أن العلاقة بين نمو المجتمع ككل و نمو الطبقة المتوسطة علاقة تناسب طردى ,بمعنى أن المجتمع يتقدم بتقدمها و يتأخر بتأخرها ,فهى ليست مجرد مستعلك لمنتجات الأسواق و لكنها أيضا قوة منتجة ,فهى أشبه بمحرك تديره بقليل من الوقود ليعطيك الكثير من الطاقة ,اذ كيف نقيم مصانع تعتمد على التقنيات العالية التعقيد دون عمال و مهندسين مصريين ,أم أننا سنستورد عمالا و مهندسين من الخارج ,أم أننا سنكتفى بأن نكون مجرد سوق تعتمد على قدرة شرائية آخذة فى التضاؤل,ذلك أن القدرة الشرائية الحالية تعتمد على أموال تأتى من الخارج هى عبارة عن اجور و مرتبات المصريين الذين يعملون بالخارج ,و سوف يأتى يوم تكتفى الأسواق الخارجية بعمالها الوطنيين ما قصدت بالقوة الشرائية الآخذة فى التضاؤل.
_لذلك فان استقراء المستقبل يقول بضرورة استيعاب العمالة المصرية فى التصنيع و التشغيل و تصدير ناتج جهدهم بدلا من تصديرهم أنفسهم ,الأمر الذى يعظم الربح للجميع ,فضلا عن تأمين القدرة على النمو و التقدم و ليس التضاؤل.

; تأثير تآكل الطبقة المتوسطة على السياسةl

تصنف الأمم من حيث الممارسة السياسية الى أمم ديمقراطية أو شبه ديمقراطية أو شمولية استبدادية تعتمد على حكم الفرد و ذلك بالطبع باستثناء نوع الحكم ,ملكيا كان أو جمهوريا تصنيف النهج السياسى من حيث قيمه الديمقراطية و قدرها كم تكون كنسبة مئوية من الممارسة السياسية .و قد اعتدنا أن نسمع كثيرا فى مصر عن ما يسمى "الهامش الديمقراطى الضيق " و المطالبة بتوسيعه, و لعلنا نعرف أن أول مدارج الديمقراطية هو الانتخابات العامة ,فما هو الهدف من هذه الانتخابات ,هو الحصول على مجلس نواب للشعب ,ممثلين للشعب ليعبروا عن ارادة الشعب ,ماذا يريد و ماذا لا يريد فى ضوء المصلحة العامة.و بالاشارة الى سابق القول عن عدد المشاركين فى الانتخابات العامة و أنهم لا يجاوزون نسبة 6 أو 7 % من المقيدين فى الجداول ,فاذا قلنا أن هؤلاء النواب الجالسون الآن فى مجلس الشعب و الشورى هم ممثل 6 أو 7 % من الشعب المصرى فمن يمثل الباقى ,من يمثل 94 أو 93 % من الشعب ؟ و أضع علامة استفهام لأنه بالفعل سؤال يتطلب اجابة ,و هو السؤال الأول ,ثم بالاشارة الى النص الدستورى بتحديد نسبة لا تقل عن 50 % من مقاعد مجلس الشعب و الشورى للعمال و الفلاحين ,و بفرض أن نصف أعضاء المجلسين من العمال و الفلاحين فعلا و ليسوا من أصحاب الملايين و أنهم يعبرون فعلا عن ارادة العمال و الفلاحين ,بالله عليكم أنبئونى هل يعقل أن يرضى عامل ببيع مصنعه و الاستغناء عنه لقاء حفنة من المال لا تلبث أن تتبخر ليجد نفسه بعد فترة قصيرة بغير مورد يكفى متطلبات حياته و أولاده ,فان كان لا يرضى فكيف رض ممثله النيابى بذلك .و هذا السؤال الثانى , ثم اذا كان مجلس الشعب حقا سيد قراره كما سمعنا مرارا و تكرارا ,بمعن أنه السيد الذى لا سيد له ,فهل ولدت الأمة ربتها ,و هذا سؤال ثالث, و أجيب بداية على هذه الأسئلة الثلاث أو على الأقل القى بعض الضوء للايضاح ,فيما يتعلق بالسؤال الأول عن كون أن المجلس يمثل الذين حضروا الانتخاب بالفعل ,فماذا عن الذين لم يحضروا و لم يدلوا بصوتهم , و كيف لا يحضرون الانتخابات العامة و يحضرون الانتخابات الأخرى بنسبة تصل الى 95 % كما يقول المسئولون النقابيون , و المسألة بمنتهى البساطة هى أن الجهة المعنية بالانتخابات النقابية يهمها أن يكون العضو المنتخب ممثلا بالفعل لمن انتخبوه بينما الأمر غير ذلك فى الانتخابات العامة,يعنى أنا عايز نواب لمين, أما فيما يتعلق بالسؤال الثانى حول موافقة المجلس على انتهاج سياسة تضر بقاعدته الانتخابية ,فلا أرى غرابة فى ذلك بالاشارة لكونه ممثلا 7 % من المواطنين , و بالنسبة للسؤال الثالث ,نعم ولدت الأمة ربتها ,لأن الذى أودى بحياة آلاف المصريين فى البحر الأحمر فر الى خارج البلاد دون أن يمنعه أحد, و الذين هربوا الأموال و تاجروا فى المحرمات و أساءوا لمصر كلها هربوا أيضا دون أن يمنعهم أحد , كل ذلك و غيره الكثير بسبب الحصانة ,فاذا كان ذلك بسبب الحصانة فلماذا لا تلغى الحصانة , أو لماذا لا يوضع تشريع يقول بوجوب وقف عمل الحصانة تلقائيا عند توجيه اتهام بمثل هذا الخطر من النيابة العامة , و ليسألنى أحد لماذا لا يحضر أفراد الطبقة المتوسطة الانتخابات العامة و الجواب أنهم ليسوا 93 % من الشعب ,انهم مجرد جزء من هذه النسبة ,ألا ترون أنهم فى جانب الأغلبية و الحقيقة أنهم لم يستبعدوا أنفسهم , و يا ساد لماذا تنسوا قول رسولكم الكريم حين جاء من يشفع لسارق "انما هلكت الأمم من قبلكم لأنه كان اذا سرق الشريف تركوه و اذا سرق الضعيف أقاموا عليع الحد " ,أين هيبة القانون , ان القانون يقف عاجزا أمام مخالفات الأسياد ذوى الحسب و النسب , قانون لا يستحق الاحترام من أحد ,العدل, العدل يا سادة أساس الحكم , و المقابل صحيح , حكم بغير عدل , حكم بغي أساس فعمره قليل ,قليل جدا , و أعدل العدل يا سادة أن يكون لى رأى فىما يتعلق بحياتى ,يقولون اذا كبر ابنك فخاويه , أى اجعله أخاك , شاوره , ناقشه ,اقنعه أو اقتنع أنت .
_ان غياب شباب الطبقة المتوسطة عن الانتخابات العامة هو غياب صاحب الحق عن استلام حقه و أرى أنه تنازل بالاكراه ,خفنا من خطر محتمل فوقعنا فى خطر محقق.
r تأثير تآكل الطبقة المتوسطة على النشاط الاجتماعى r
النشاط الاجتماعى نشاط ذو وجهان ,وجه رسمى يخضع لاشراف الدولة , و وجه آخر حر,الأول يتمثل فى الجمعيات و الأندية و الرابطات , و هى تقدم خدمات اجتماعية لفئات معينة من الناس , بعضها يتلقى اعانات مادية من الدولة أو من المواطنين القادرين لمصلحة غير القادرين ,على أن الأكثر فاعلية و تأثيرأ هى الجمعيات الملحقة بالمساجد الكبيرة التى تقيم المستشفيات و العيادات للعلاج و هو نشاط ذى أجر و لكنه أجر بسيط جدا بالقياس بالمستشفيات الاستثمارية ,فهى تخدم المجتمع من جهتين , الأولى أنها تقوم بتقديم العلاج الاقتصادى المنخفض التكاليف بما يتناسب مع القدرة الاقتصادية للناس, و الثانية أنها تقوم بحل مشكلة البطالة بين الاطباء و باقى المهن المساعدة فى هذا المجال, , و أما الوجه الحر فهو أيضا فى المساجد و الكنائس حيث تتجمع الصدقات و الذكوات فى صناديق يتم الصرف منها على المستحقين كما يتضمن هذا النشاط تقديم لدروس الخصوصية بأجر رمزى و هو نشاط طيب و محمود و لكنه قليل جدا نظرا لتغافل الناس عن حق الله الذى هو حق الفقراء فى أموال القادرين و هو حق لو أحصيناه لتجاوز الملايين و ربما المليارات من الجنيهات و هى أموال لو وجدت لأقامت المشاريع الكثيرة ,تكافلا و رعاية و صيانة للمجتمع بأسره , و على أية حال فهو نشاط فى مجمله ذى مصداقية ,فهى أموال قليلة لكن عائدها يرى رأى العين ,نلمسه و نحسه و نتنفسه و ليست مليارات تتبخر دون أن نلمس لها أثرا , أموال مجال عملها مصر لم تجاوز الحدود ,لذلك و من أجل ذلك كان التأييد الجارف لهذا الجهد من الناس ,كل ذلك رغم المساحة المسموح لهم بالتحرك داخلها, لماذا لا نخلى بين الناس و دينهم ,يطيلوا الذقون أو يحلقوها , يلبسون الجلباب أو الشورت , يحتشموا أو يتبرجوا , و نراقب فقط ما يعملون , نشهد سلطان القانون و سيفه على المخطىء , على اللص , على النصاب , على المهرب , على المتجاوزين للقانون , كيف نكون مسلمين و نخاف الاسلام و منهج الاسلام فى العمل و فى الحياة على اطلاقها , هل تبنى أحد مسئولية مجابهة ظاهرة أطفال الشوارع , كم عددهم , أين يعيشون , كيف يعيشون , و حين يصيرون رجالا و نساء ماذا سيكون نشاطهم , و تأثير هذا النشاط على المجتمع , ايجايا أم سلبيا, و هل هناك خطة معدة للتعامل مع هذه الظاهرة , و ما دور أبناءنا المتعلمون أهل الطبقة الوسطى فى المجابهة , هل مغيبون , هل هم غير قادرون فانه على حد علمى تقوم معاهد الخدمة الاجتماعية بتخريج الآلأف سنويا , لماذا لا نراهم ازاء هذه الظاهرة , لماذا لا يستعين بهم أحد , لماذا لا نكلف النابهين لاعداد دراسة للتخلص من هذه الظاهرة المؤلمة الخطيرة ,و الأمية بسبب عدم تلمس أسباب العلم و الأمية بسبب التسرب من التعليم ,ثم عمالة الأطفال و ظاهرة الطلاق , ثم ظارة المرأ المعيلة , ثم ظاهرة العنوسة و البطالة , ظواهر اجتماعية خطيرة كالسوس تنخر فى عظام الأمة , على أن أخطرها على الاطلاق ن وجهة نظرى هو الاحباط و اليأس من القدرة على الاصلاح , كيف نزرع الأمل فى قلوب القادرين على الاصلاح و نحسه ندفعهم للعمل أو نتركهم يعملون دون اعاقة أو تعويق , ممكن حين نخرج جميعا الكروت الحمراء للفساد , و استأذن قبل الختام أن أروى قصة امرأة قذف بها القدر فى طريقى لعلها تجد لمشكلتها حلا لدى , هى امرأة نالت حظا من التعليم لا بأس به , تزوجت من سائق لا يقرأ و لا يكتب و يحمل رخصة قيادة سيارة و ذلك بالمخالفة للقانون الذى يوجب معرفة القراءة و الكتابة على من يتقدم للحصول على رخصة قيادة , قالت كما تقلن الكثيرات اليوم , ضل راجل و لا ضل حيط , و انجبت سبعا من الأولاد و البنات لم يتعلم منهم أحد فقد كان الرجل مدمنا للمخدرات علاوة على تعطله عن العمل لفترات كثيرة , و اضطرت تحت ضغط كل هذه الظروف أن تعمل خادمة من أجل الحصول على لقمة العيش لأولادها الذين حرموا من التعليم لضيق ذات اليد , لقد كانت تنشد ذكرا بينما أختها التى كانت تنتظر رجلا ما زالت بكرا و لن تتنازل عن رجل و ليس ذكر , و ذلك أن التنازل الأول يفضى الى سيل من التنازلات .

m الاحباطh
حين يفقد المرء القدرة على بلوغ الهدف و يدب اليأس فى قلبه رويدا رويدا ليصل الى حالة نفسية تسمى الاحباط , فيفقد الثقة حينئذ فى القيم و فى كل ما هو مشروع و يتعداه الى كل ما هو غير مشروع , ان تكسب الرزق أصبح مستحيلا عبر الطرق المشروعة , فلنجرب ما هو غير مشروع , فقد رأيت أحدهم لديه جهاز كمبيوتر كلما أعوزه المال وضع ورقة مالية من فئة العشرة أو العشرون جنيها حسبما يتاح له على وحدة النسخ ليحصل على ورقة أو ورقتان من ذات الفئة المالية حسب حاجته , بينما الذى ليست لديه هذه التقنية يفكر فى أشياء أخرى كالسرقة أو النصب أو الاتجار فى المخدرات , ذلك أن الحاجة و تعذر اشباعها عبر المتاح تفضى الى الممنوع, و الويل كل الويل للآمنين الوادعين الهادئين المتنعمين بالنعم من المحرومين المحبطين .
; الحلl
-دور النقابات
حين يكون التعامل مع مشكلة بهذا الحجم فان التفتيت هو الطريق الى الحل , فلتوزع الأدوار بين فئات المجتمع و لتكن مسابقة فى الانجاز ثم التفوق لتكون المحصلة فى النهاية ما بين الانجاز و التفوق , و لنبدأ بالنقابات , نقابات العمال , النقابات المهنية , الأطباء , المهندسين , المحامين , الاجتماعيين , الزراعيين , التجاريين ,المعلمين , التطبيقين , فلتكندعوة قومية تتبناها كل أجهزة الاعلام و لتقام الندوات و تلقى المحاضرات فى مقار هذه النقابات لنصل فى النهاية لانعقاد الجمعيات العمومية ثم الى توصيات تتبناها النقابة أى كان أعضاءها ,لا يهم الآن من يدير النقابة , من هم أعضاء مجلس ادارتها , المهم أن تكون خطة يلتزم بها و تنفذ ثم يأتى الحساب بعد ذلك .
ان معظم هذه النقابات تمارس بعضا من أشكال النشاط الاجتماعى كالرعاية الصحية و الرحلات و الحج و العمرة و بيع السلع المعمرة , و لكن الكثير من هذا الجانب ما زال مغيبا بعيدا عن التفاؤل , مثلا حين يداهم المرض العضو أو زوجته أو أحد أبنائه و يتطلب الأمر الحصول على اذن للعلاج على نفقة الدولة , اننا نرى جهات جهات رسمية و سيادية أو أى من أعضاء مجلس الشعب و الشورى الذين يتمتعون بمعاملة خاصة لدى المراكز الطبية المتخصصة ,لذلك يجب أن يكون للنقابة , أى نقابة , دور فى هذا الشأن لأن الانسان حين يداهمه مرض و يعز عليه التداوى يصبح المجتمع كله آثما , ثم مشاكل العمل , مثلا صاحب العمل الذى أرغم العامل على تحرير الاستمارة (6) , التى هى بمثابة طلب استقالة , قبل تسلم العمل , أو يقوم بتشغيله ساعات عمل أكثر دون مقابل أو أعباء اضافية دون مقابل أو لا يقدم خدمات صحية أو اجتماعية كالتأمينات و ما شابهها . ان هذه النقابات فى الدول المتقدمة و الآخذة فى التقدم تقدم كل أنواع الخدمات الاجتماعية حتى أنها لتقوم تزويج العضو بل و مساعدته فى اختيار شريكه و هو نشاط طبيعى , طبيعى جدا و محمود و يحض عليه الدين و يحمده .و لماذا لا يكون للنقابة دور فى مكافحة البطالة بين أعضاءها , تقوم مثلا باعداد دراسات الجدوى و تعرضها على المستثمريين من أعضاءها أو من خارج أعضاءها , تقيم بأموال أعضاءها مشروعات أو تطرحها للاكتتاب العام و لعل أبسط المشروعات التى لا يلزمها الا مكتب أو شقة تقوم النقابة باستئجارها و تقدمها لعدد من ابناءها يمارسوا فيها المحاماة أو المحاسبة على أن تقوم برعايتهم حتى ينجح النشاط و ليأتى مثلا فى البيان الختامى السنوى عن أنشطة النقابة أننا قمنا بعمل مشروع كذا أو أننا قمنا بايجاد فرص عمل قدرها كذا , و أكاد أقطع بأن أعضاء النقابات و المهنية منها بالذات هم ممثلى الطبقة المتوسطة أو هم الطبقة ذاتها و أنه من المهم لاحياء دور هذه الطبقة أن تعمل على تفعيل دور هذه النقابات و ليكن معلوما أن هذا الجهد المطلوب من النقابات هو للانقاذ , نعم للانقاذ .
ان دور الأنشطة النقابية آخذ فى التضاؤل و ان اعادة الحياة لهذا الدور هى مسئولية الأعضاء , انه واجب و فرض و أكاد أقول انه فرض عين.

- دور الرابطات
الرابطة مجموعة من الأفراد ينتمون الىكيان مهنى أو علمى أو اجتماعى تجمعهم المصلحة , مصلح النشاط الذى يزاولونه يستقوون ببعضهم البعض من أجل الحفاظ على مصالحهم , فعلى سبيل المثال نرى رابطة خريجى كلية كذا أو معهد كذا أو منتجى القطن أو أبناء البلدة الفولانية , و هو نشاط فى مجمله محمودا و أرى أن انتشاره يشيع الالفة و التعاون و يفرز الانتماء لدى أبناء هذه الرابطات خير من التغريب أو الغربة داخل مجتمع كبير لا يحس فيه أحد بأحد.
- دور الأندية
النادى مؤسسة رياضية أو اجتماعية أو كلاهما و هو كيان يضم بين جدرانه أناس ذى صفة أو صفات معينة تتعلق بالمستوى الاجتماعى و الاقتصادى و العلمى و الرياضى و قد تتفاعل هذه الأندية مع البيئة و المجتمع الذى يحتويها فتكسب تعاطف و حب الناس لها أو تعكف منزوية على أعضائها فتنفصل عن البيئة و المجتمع فلا يحس بها أحد , فالمعيار هو القدرة على خدمة البيئة و المجتمع , لعل أبرز أدوارها على الاطلاق هو اشاعة الانتماء بين الناس , فللناس أحلام و طموحات و أمانى و لابد من وعاء يحتويها ليبقى لديها الأمل , الأمل الذى يفضى للنجاح , و للنجاح ثمن , جهد مخلص , تعاون بناء فى اطار خطة عمل يتكاتف الجميع من أجل الالتزام بها فتكون الثمرة اعلاء قيمة النادى و المجتمع بل و الأمة فى كثير من الأحيان.
; دور الاستثمارl
قدمنا الأرض و المرافق و البنى التحتية بغير مقابل , تقريبا و ربما دراسات الجدوى و التسهيلات و القروض , بل و بعنا مصانع القطاع العام المنتجة الناجحة الرابحة لهم , أقصد بالطبع المستثمرون ,فماذا كان الحصاد , ما هو عدد العاملون فى مصانع و مشروعات هؤلاء المستثمرون , بكم يصدرون , ما الذى قدموه للوطن لقاء ما قدم لهم الوطن , و للأمانة استثنى السياحى , فهو نشاط وليد و هو بالرغم من ذلك نشاط تام و متقدم و ينجح بالرغم من الارهاب , و نرى فى محطات التلفاز , حين يحدث عمل ارهابى , السياح الأجانب يقولون سوف نأتى و لن نرهب الارهابيين , هل أكون مصيبا اذا قلت بأن الآخرون الأقوياء القادرون الذين يمسكون بأيدييهم مصير العالم قد ارتضوا لنا السياحة وسيلة للتكسب , لا ضير , بشرط ألا تكون النشاط الوحيد و لكن مجرد نشاط من الأنشطة , لقد عشت عمرى أحلم بسيارة مصرية , فهل يتحقق هذا الحلم يوما ما , أكثر من ثلاثون مصنعا خاصا للسيارات تعلن جميعها أنها مصنعة للسيارات و ليس بينها مصنع واحد ينتج سيارة مصرية تعتمد على صناعات مصرية أو حتى بعضها مستورد من الخارج و لكنها مصرية تصميم و انتاج و اختبار و ضمان مصرى . ان بعض هذه المصانع فى الخارج يستخدم عمالا يصل عددهم الى مائة و عشرون ألفا من العمال , فكم يبلغ عدد عمال أكبر مصنع سيارات فى مصر , لدينا العمال المهرة و المهندسون و الخبرة و المال , فما الذى ينقص, لقد كان لدينا ماكينة خياطة مصرية اسمها تحديدا نفرتيتى ينتجها مصنعا من مصانع القطاع العام , و كانت ناجحة و مطلوبة و يتم الحصول عليها بالحجز نظرا للاقبال الشديد على اقتناءها , أين هى الآن , لماذا يتوقف انتاج منتج مصرى ناجح أو حتى آخذ فى النجاح فيكون البديل الأجنبى هو الحل , لماذا نغلق مصنعا مصريا و نقيم مصنعا أجنبيا , و علينا أن نسأل لماذا تنجح ماليزيا و سنغافورة و كوريا و غيرهم و لا ننجح نحن , لماذا يحجم صاحب المال المصرى و هو وفير و كثير خارج مصر عن العمل فى مصر , ان اسرائيل تحرم على مواطنيها وضع أموالهم خارج بنوك اسرائيل و لقد اقيا أحد المواطنين الاسرائليين من عمله بالسفارة الاسرائيلية بالولايات المتحدة لأنهم اكتشفوا أن له رصيدا فى أحد بنوك امريكا لأن اسرائيل أولى بالمال الاسرائيلى , فمتى تكون مصر أولى بالمال المصرى , متى نستطيع أن ننتج ما يكفينا من القمح , لقمة العيش , لماذا لا نتوسع فى زراعة أعظم محصول قطن عرفه العالم , ان الاجابة على هذه الأسئلة هى عن الحل المطلوب اذا توافرت الارادة , و لم لا نستلهم أسباب النجاح من الذين نجحوا , ان علينا أن نوقف بيع القطاع العام و نحافظ على ما بقى منه و ندعمه و نختار له القيادات الوطنية المخلصة الشريفة لأنه الحصن و الأمان , لأنه فرصة العمل المتاحة للانسان المصرى , لأنه الطريق و الآلية المضمونة لتنفيذ الارادة المصرية و السياسة المصرية فى تأمين حاجات المجتمع اعتمادا على الذات , لا نريد أن نكون كالذى وزع تركته بين أهله و هو ما زال على قيد الحياة ليمضى أخريات أيامه على الهبات و المساعدات.
; دور التصديرl
نحن دولة أفريقية و آسيوية و عربية و اسلامية و كل أعضاء هذه المجموعة من الدول فى الغالب الأعم دول مستوردة , أسواق استهلاكية , و أنا لا أطالب بأن أنافس اوروبا أو امريكا أو الصين أو حتى كوريا أو الهند فى أسواق المجموعة التى ننتمى اليها و التى يفترض أننا أعلم بأسواقها من أى من هذه الدول و لكنهم بحكم الكثير من عوامل القوة و الاقتدار قادرون على اقتحام هذه الأسواق بما لا نستطيعه نحن , ان اهمال التعامل مع أسواق المموعة التى تنتمى اليها و الاصرار على التعامل مع أسواق الدول المتقدمة هو اهمال السهل المتاح الى ما هو صعب و غير متاح , ان الأسواق القريبة السهلة المتاحة تحتاج الى منتج سهل بسيط ذو درجة تعقيد منخفضة , طلمبة مياه جرار زراعى , حفار بسيط للوصول للمياه القريبة من السطح , دينامو كهرباء , أجهزة منزلية كالثلاجة و الغسالة و السخان و أفران الغاز و المخابز الآلية و الخلاطات و الحنفيات و المصابيح , أشياء كثيرة جدا تنتج فى مصر و تبحث عن أسواق, ان الصين تبيع فى افريقيا وحدها بما قيمته عشرات البلايين من الدولارات , لماذا لا نقيم مراكز تجارية فى هذه الدول تكون مهمتها تسويق المنتج المصرى , من ينفق على هذه المراكز , المستثمر المصرى بمعاونة و تشجيع الدولة , و ليكن هذا المركز مكتبا صغيرا يلحق بالسفارة المصرية فى هذه الدول على أن يكون موظفى هذا المكتب ممثليين للمستثمر المصرى فى مصر , و ليس للخاجية المصرية و لكنهم متمتعين بحماية السفارة المصرية .
هذا هو الانفتاح الذى كان يجب أن يكون من عشرات السنين , انفتاح من أجل التصدير و ليس من أجل الاستهلاك , ان كل منتج نبيعه فى الخارج هو فرصة عمل لأولادنا , و كل منتج نشتريه من الخارج هو اهدار لهذه الفرصة , لذلك فانه من الأهمية بمكان العمل بجد و همة و عزيمة من أجل التصدير , و من أجل التصدير نبدأ بسؤال كالآتى : كيف أقدم للسوق الأفريقى مثلا طلمبة مياه فى مستوى جودة الطلمبة الهندية و أرخص منها واضعا فى الاعتبار الآتى : أن خامات التصنيع كلها مصرية , العمالة مصرية و كلاهما الخامات و العمالة هما الأرخص على مستوى العالم , بالاضافة لانخفاض تكاليف النقل نظرا لكوننا الأقرب الى الأسواق من الآخرين , و أما الرسوم و الضرائب فقد خفضت كثيرا جدا.
فيا أيها المستثمر لا يصح أن تعمل هنا و تكسب و تضع أموالك بالخارج , ليكن تصديرك للخارج سلع و بضائع و ليس أموالا , و اسأل أثرياء العرب الذين يضعون أموالهم خارج بلادهم هل هى آمنة , هل يملكون حرية سحبها أو تحويلها كيفما شاءوا , و ليس أسهل من أن تتهم بتمويل الارهاب ليتم تجميد أموالك و منعك من حرية التصرف فيها , ان المال الذى عرفه أجدادنا هو الأرض و الزراعات و الحدائق و المصانع و المتاجر و هو كما ترون مال عامل يفيد الناس , و هذه هى مهمة المال و وظيفته فى الحياة , أن يعمل لا أن يحبس .
; دور المواطنl

لقد أصبحت أسواقنا الداخلية مثلها مثل باقى الأسواق الاوربية و الأمريكية تعج بشتى بضائع العالم , شرقه و غربه , انفتاح , لكن انفتاح محسوب , اذ ليس أسهل من اشهار سيف الاغراق فى وجه أى سلعة تهدد سيادة المنتج المحلى ليكبد و يعاق برسوم اغراق , فليست هناك دولة فى العالم ترضى بسيادة سلعة أجنبية على أرضها على حساب سلعتها الوطنية , فما هو وطنى محلى سوف يبقى كذلك , و ما هو أجنبى فهو ضيفا مقبولا أو مرفوضا أو مكروها وفق دوره فى خدمة الاقتصاد المحلى , و يبقى للمشترى المحلى الوطنى دوره الأكبر , فهو فى النهاية العامل الحاسم , فانه مع الأسف و لحسرة يقبل بشراء السلعة الأجنبية لأنها باختصار " بتاعة بره" , و يعلم الأجانب بذلك فهم يحرصون على الوصول للسوق المصرية و لو عبر الطرق غير المشروعة تهريبا لتباع فى الميادين العامة على الأرصفة بأسعار قريبة من المجانية فى بعض الأحيان , انها الأستماتة من أجل تأكيد الوجود لسلعهم و الحفاظ أو الاحتفاظ بالمكاسب و عدم التفريط فيها , بل و اكتساب المزيد من الانتشار, و اذكر للحق و الحقيقة تلك القصة التى لا استطيع أن أنساها , فقد ذهبت مرة لشراء بعض الملابس الداخلية و لقد وجدت لدى أحد المحال العامة "بيجامات " صينية جميلة الشكل بأسعار أقل من نصف مثيلتها المصرية التى اهمل جمالها و زينتها , و لم استطع مقاومة الرغبة فى شراء الصينية بالطبع و لكن البائع تدخل بالنصيحة قائلا ان " البيجامة " المصرية أكثر متانة بكثير جدا , فهى و ان كان سعرها أغلى الا أن عمرها أكبر جدا , و لقد صدق البائع حيث انتهت الصينية خلال شهور قليلة بينما المصرية كانت ما زالت باقية و صالحة تماما خلال سنوات الاستخدام التى طالت و كأنها تتحدى الزمن , لذلك فانى أقترح توضيح البيانات المتعلقة بالسلعة من حيث عمر الاستخدام و سلامته صحيا , اذ لا يكفى أن تكون السلعة جميلة فقط, و ليعلم المصرى علم اليقين أن هذا الأجنبى جاء بسلعته الى َّ ابتغاء فرصة عمل لاولاده ,فهل اساعده على حساب أولادى , على َّ أن أساعد الصناعات المصرية الجادة أو الآخذة فى التجويد و على الوسطاء من التجار و لصوص الأسواق أن يتوقفوا أو يوقفوا بقوة القانون حماية للمنتج المصرى الذى يتطلع للتقدم و الازدهار و السيادة , و ليكن معلوما أن الهزيمة على أرض الغير ربما تكون مقبولة لكنها على أرضى أشبه بالعار الوطنى الذى نرفضه جميعا, و لا أغاير الحقيقة ان قلت أن الوطنية و المصرية معنى مصرى قديم عمره آلاف السنين , فقط التأكيد على الصدق و المصداقية و بث الثقة و ترسيخ قيم الانتماء بالتعاون بين سائر طبقات الشعب , فقد تتباين المستويات الاقتصادية للبشر , هذا مقبول , و لكن أن تتباين انسانيا , فهذا هو الذى لا يقبل أبدا.
5 دور التضامن الاجتماعى 5
و لا أجاوز الحقيقة ان قلت أن هذا الدور يمكن اختصاره فى كلمة واحدة , الزكاة , فلو لم تكن الزكاة ركنا من أركان الدين لكان لزاما علينا أن نجعلها واجبا انسانيا , و هى حق الله الذى يتناوله سبحانه و تعالى بين الفقراء و المساكين الذين يشاركوننا الحياة , و حق الله أولى بالوفاء , و المسألة غاية فى البساطة , نحن دولة اسلامية دستورها يقول بأن الاسلام المصدر الرئيسى للتشريع , فعلى الحكومة التى دستورها هذا و دينها هذا أن تعمل على ترسيخ أركان الدين و الذى نقصد الآن هو الركن الثالث , الزكاة , حق الله .
أن نهرب من الضرائب , هذا خلل وطنى , و لكن أن نهرب من الزكاة فهذا خلل فى صميم الدين , و لا ننسى قولة أبى بكر رضى الله عنه اذ قال " و الله لو منعونى عقال بعير كانوا يقدمونه لرسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم عليه , حق الله يا سادة , فكيف تجرؤن بغير خلل أو سفه أو جنون على التفريط فى حق الله , فلتكن هيئة دينية ينتخب أعضائها انتخابا حرا نزيها شريفا غير معيب تعمل على تحصيل الزكاة بقوة القانون و الدستور و تنفقه فى مصارفه الشرعية .



k الخاتمة . k
و بعد فقد حاولت فى هذه الدراسة أن أفصل بين مشكلة الطبقة المتوسطة و مشكلة المجتمع ,ففشلت, و لا أعتقد أن غيرى قادر على ذلك , فهى للحق و الحقيقة مشكلة واحدة , و قد خلصت الى ما أعتقد أنه الحل من خلال توزيع للأدوار بين المواطنين و الدولة , جزء منهم بغير فصل أو تمييز , و ارجو أن يلتمس لى العذر ان شاب اسلوبى انفعالا , ارجو الا يكون أخرجنى عن جادة الصواب , فأنا أحد أبناء هذه الطبقة المتوسطة , عانيت مما عانت منه , و لا زلت , و شقيت بشقائها , و لا زلت , و كابدت مما كابدته , و لا زلت , و هى , أى الدراسة , مجرد رؤية صاحب حق أصيل فى حياته و مستقبله و ان كان مستقبل الأمة بأسرها.



3

Labels:

Friday, April 11, 2008

وللآبآء إبداع أيضا

وللآبآء إبداع أيضا



و كانت مجرد فكرة**

أطرق الى الارض معتصرا رأسه بين كفيه كأنما يستحسها ان تجود برأى ..بفكرة..بحل لقضية بعينها هى قضيته و قضية جيل بكامله..بل قضية وطن..تكلم ربنا عن فومها و عدسها و بصلها و قال رسولها عن أهلها انهم خير أجناد الارض.أرض و قوة ابدان ..فما الذى يبقى حتى تفرج الارض عن خيراتها؟..يبقى الماء ..اذن فليبدأوا به.و فى امسية من أمسيات السهر العقيم مع نفر من أصدقائه طرح فكرته وهى ببساطة ان يحملوا ما خف من الزاد والمتاع الى سهل قريب ينبت به شىء من سدر قليل و ليبدأوا بحفر بئر.كانوا اربعة من الاصدقاء..راقتهم الفكرة ووافقوا و على الفور شرعوا فى التنفيذ..تم توفير خيمة صغيرة و حاوية للطعام و الشراب و معدات الحفر..و لكن عند الرحيل اعتذر واحد ..ثم آخر و بقى اثنان ينظر كل منهما للآخر.قال صاحبنا لصاحبه:"لا عليك فلتعتذر ان شئت فان المهمة شاقة و لكنى بعون الله ماض فيها حتى لو كنت وحيدا". و رد الثانى :"لا لست انا الذى يفعل" و احتضن كل منهما الآخر و مضيا مع انبلاج الفجر الى السهل.اشتدت حرارة الشمس و بلغ منهما التعب و الاجهاد مبلغه فنظرا الى الوراء فلم يجدا لقريتهما أثرا..نزعا عن كاهلهما الاحمال..اقاما الخيمة و احتوتهما و راحا فى ثبات عميق.كانت الشمس تتأهب للمغيب حين استيقظا فمضيا يجمعان الحطب فى همة ليشعلا نارا تؤنسهما خلال الليل..تناولا عشاءهما و جلسا حول النار يتسامران و بينما هم كذلك اذا بعابر سبيل فوق متن ناقة يقبل عليهما فيستضيفانه ريثما يثبر غور فضوله فى استطلاع امرهما.اندهش العابر اعجابا بهما و اصر على ان يكون له معهما دور.قال انى عليم بطبيعة هذه الارض فسأحدد لكما موضع البئر و على ان امدكما بما تحتاجانه حتى يتم الحفر و الوصول الى الماء.لم يكن الماء بعيدا عن سطح الارض فلما وصلا اليه اختبراه ..الرائحة ..العذوبة..انه ماء صالح للشرب ..صالح للزراعة.طبيعة الارض تفرض ان نزرع الشعير و القمح نظرا لقلة حاجتيهما للماء ..و مضيا يمهدان الارض و يبذرا فيها حبات القمح و الشعير و ترعد السماء و تبرق فقد حل الشتاء و ينهمر المطر ليروى الارض فيكفيها عناء الرواء.و مضت الحياة من قلب الصحراء لتفيض على الحضر بالنعم قمحا و شعيرا و قطعانا من الماعز و الشياه.و مع كل يوم جديد يخرج من العدم شىء جديد ليضيف..فهذه طاحونة هوائية لنزع ماء البئر و اخرى لطحن الغلال ..و جرن لجمع الغلال..حظيرة للبهائم و الاغنام.كانت فكرة..مجرد فكرة..استجابت لها الهمم و العزائم الصادقة و باركتها السماء

Labels:

تحقيق الذات



بدايةالحكاية




  • أعمل فى دار للمسنين بالبحر الأحمرمقابل اقامتى وأكلى وشربى
    زائد عشرة جنيهات كل شهر لا تتعجبوا من ذلك فالكافيتريا لا تبخل
    على بأى مشروب , شاى , قهوة , قرفة , ينسون ,حتى الحاجة
    الساقعة تحت أمرى لكننى لا أفرط فى ذلك , وكثيرا ما أفضل الشاى
    , فيما عدا بعض الأوقات قد تجدنى أشرب القرفة لإعتقادى بأنها
    مفيدة , أو الينسون قبل النوم لإعتقادى أنه يجلب النوم , الحمامات
    هنا نظيفة جدا , غير أن لى غرفة هنا فى هذه الدار ملحق بها حمام
    كامل ونظيف , وبالقرب من هذا المبنى الكبير يوجد المسجد , أحب
    أن أصلى فيه الأوقات الخمس أشعر بحب نحو الصلاة فى المسجد
    , وفى بداية عملى فى هذه الدار كنت لا أعرف كيف أتعامل مع
    المسنين على الوجه الأفضل , كلهم هنا لهم نكهة الجد وأحيانا الأب
    , الكثير منهم يحب الإبتسام على الدوام , بعضهم له ظروف خاصة
    , يحتاج إلى رعاية خاصة , هذه الدار كما علمت قبل أن أعمل فيها
    مشتركة , ومشتركة هذه تعنى أن الدار مخصصة للرجال والسيدات

    لكن كما أقول لكم وقبل أن تتكلموا أو تفكرو فى أى شئ , الأمر
    ببساطة أنه..... يوجد مبنى خاص بالرجال مخصص لهم وحدهم
    ومبنى آخر للسيدات مخصص لهن وحدهن , لكن الحديقة للجميع
    وكذلك قاعة الحفلات والتى فى البداية كنت أقول عنها انها قاعة
    المسرح , لكن بعد ذلك علمت انها لاتستخدم كمسرح بالمعنى
    المفهوم بين الناس بل تستخدم للحفلات والمسابقات , العمل هنا
    مريح ويتسم بالبهجة لكن الإشراف عموما ليس سهلا , فالمشرف
    هنا يجد من الوجب عليه أن يتورط فى أعمال لا علا قة لها
    بالإشراف , أحيانا أعلى مرتبة من الإشراف وهذا سهل كما أرى
    , وأحيانا أقل مرتبة من الإشراف لكن الإنسان عليه دوما أن
    يتواضع ويتساهل فى تعامله مع الآخرين خاصة المسنين,
    وأكتشفت من خلال عملى فى هذه الدار أن المسنين يفرحون كثيرا
    بالشباب , ويفضلون دائما أن يكون من يرعاهم ويشرف عليهم
    ويخدمهم من الشباب , لا أعرف على وجه التحديد لماذا ,لكن هذه
    هى الحياة , قوى وضعيف , غنى وفقير , شاب ومسن , أعلم أن
    الشباب يتمتعون بنشاط وحيوية وحركة , ولعل هذا ما يجعل
    المسنين يفضلون الشباب , وقد أخبرنى أحد المسنين أنه يشعر
    بقوة حينما يرى شاب نشيط يعمل على خدمته بحيوية ونشاط
    , كما قال لى أنه ينزعج كثيرا من هذه التسمية أى لفظ مسن
    , لايحب أن يطلق عليه أحد هذا اللفظ ,بل ويعتبره إساءة , على
    كل أنا اناديه باسمه مسبوقا بما يليق به , إذا سوف تسألوننى
    الآن عن سبب عملى فى هذه الدار وبهذه الشروط أو بهذا الأجر
    الزهيد, حقيقة أنا مضطر أن أشرح لكم لكن دون إطالة , أولا
    أنا لا أدخن السجائر وهى التى تستهلك أموال المدخنين, ثانيا
    أنا أعتبر عملى هنا مجرد مرحلة فى حياتى لكنها مرحلة مهمة
    ولها قيمة كبيرة فى نظرى, وأنا أحترم هؤلاء الناس الذين أعمل
    فى خدمتهم , وأشعر بسعادة كبيرة كلما وجدتهم سعداء ويلقون
    النكات ويطرحون الأحاجى والأحاجى هى الفوازير التى تحتاج إلى
    حل , ثالثا حينما فكرت جديا فى العمل فى هذه الدار بالذات وذهبت
    إلى القائمين عليها لأعرض نفسى عليهم كشاب يريد العمل فى هذه
    الدار من أجل رعاية المسنين , كان هذا الأمر مغامرة ومخاطرة
    بالنسبة لى لكننى قلت يجب على الآن أن أعمله , يجب أن أتخذ
    الخطوة الإيجابية , والحياة تبدأ بخطوة , قلت لنفسى لن أظل
    أتخيل هذا الأمر كثيرا سأخرجه من الخيال إلى الواقع , حضرت
    نفسى وأخذت حقيبتى ودبرت للأمر على قدر المستطاع وحجزت
    غرفة فى أوتيل ثم ذهبت إليهم فى صباح اليوم التالى وقالوا لى
    ليس لدينا عمل , فقلت لهم أريد أن أتطوع , فى البداية لم
    يستوعبوا الفكرة جيدا لإنها تحدث فى الأفلام الأجنبية فقط , حتى
    فى هذه الأفلام يكون التطوع لمدة ساعة أوساعتين كل أسبوع ,
    أما فى حالتى فأنا أريد أن أتطوع كل يوم وكل ساعة أى أحتاج إلى
    إقامة دائمة , على كل طلبوا منى فيش وتشبيه موجها إليهم
    وصورا من كل من بطاقتى الشخصية وما حصلت عليه من شهادات
    وبعد أن أحضرت كل هذا أرتابوا فى أمرى لفترة وقالوا لى ستعمل
    بدون أجر وبدون مبيت , ولم يتكلموا مطلقا عن اتاحة الطعام
    والشراب لى بالمجان كما هوالحال الآن , وحين قبلت بشروطهم
    هذه أصبحت أعمل لديهم من الثامنة أو العاشرة صباحا بحسب
    الأحوال إلى الرابعة وأحيانا السابعة مساء ومع مرور الوقت شعروا
    نحوى بالإرتياح والإطمئنان فبدأت الأحوال تتغير وسقطت الحواجز
    النفسية بينى وبين الإدارة وبدأت قلوبهم تتفتح لى وبدأ حبهم لى
    يظهر فعرضوا على الإقامة , وقالوا لى على وجه الصراحة أن
    لى أن آكل وأشرب ماشئت بدون مقابل , فى البداية كنت أبيت
    فى غرفة صغيرة ولم يكن لها حمام خاص بها, لكن بعد ذلك نقلونى
    إلى هذه الغرفة المريحة حيث أكتب الآن , وقلت لكم أن لها حمام
    كامل خاص بها , وأننى سعيد هنا , وما يحزننى هو تفكيرى فى
    ترك هذه الدار وإنهاء حالة التطوع هذه مع أننى آكل هنا وأشرب
    ولى غرفة جميلة خاصة بى وأعاشر أناس طيبون يعرفون كيف
    يعيشون الحياة فى سلام مهما كانت أحوالهم الصحية , وكثير منهم
    كما أخبرتكم يبتسمون كثيرا, ثم إنهم يحبون المرح والتعلم
    والضحك والصحبة الحلوة كما أن الإدارة بدأت منذ فترة طويلة جدا
    تنظر لى بعين الإحترام والمحبة والتقدير والإعجاب بدلا من الريبة
    والشك والإستعجاب والإستعجاب , وأنا هنا أشعرأن الجميع
    يحبوننى. تمت

Labels:

فتاة أسمها سندرا تبوح


فتاة أسمها سندرا تبوح

بدأت مشكلتى الحقيقية حينما كنت فى التاسعة عشر من عمرى حيث كان والدى
مريضا بالمستشفى وكانت أمى غاضبة عند أهلها وكان أخى الأكبر مسافرا ومتزوجا
فى بلد عربى شقيق , وبسبب الخلاف والمشاكل بين أبى وأمى أقنعت نفسى والآخرين
أننى لست فى حاجة إلى زوج الآن -أوهكذا بدا لى الأمر - وكلمة الآن هذه أمتدت عشر
سنوات , خلال عشر سنوات مضت كنت أتخذ موقفا صعبا من الزواج , كنت أقف صامدة
كالجبل لكن بعد أن توفى أبى رحمه الله , وبدأت أمى تمرض كثيرا , وعاد أخى من البلد
العربى هو وزوجته وأولاده وأستقل بنفسه فى بيت خاص به , بدأت ألتفت حول نفسى
فلا أشعر إلا بالوحدة وفى المساء آوى إلى فراشى فلا أشعر إلا بالبرودة والحزن ,
ها أنا ذا قد وصلت منذ أيام قليلة إلى الثلاثين من عمرى بلا رفيق فى هذه الحياة الجافة
الباردة , هل فات الأوان أم لا زالت أمامى الفرصة ؟ وإلى متى تظل الفرصة أمامى ؟

Labels:

قصة فتاة اسمها بسمة



بسمة تنتظر
كل صباح تستيقظ بسمة بحمد الله وتقول فى نفسها سيدق بابنا
اليوم خاطب يخطبنى , وحين يأتى الظهر تقول سوف يأتى على الأقل
قبل العصر, وحين يأتى العصر تقول سيأتى ولو قبل المغرب , وحين
تأتى المغرب تقول سيأتى إن شاء الله قبل العشاء , وحين تأتى العشاء
تظل منتظرة حتى منتصف الليل ثم تذهب لتنام حيث تحلم أنه جاء وخطبها
وأنه شاب قوى تقى نقى طاهر القلب حلو اللسان عفيف اليد , وجهه مستنير
ومتهلل وينظر إليها ويبتسم وحين تستيقظ تظل راقدة فى سريرها مسرورة
تستذكر حلمها الجميل , غائبة عن واقعها الحقيقى وتظل تشعر بالسعادة
حتى الصباح حيث تنام قبل الصباح نوم متقطع تتخلله أحلام جميلة وحين
تستيقظ فى الصباح بحمد الله تقول سيأتى اليوم فى هذا الصباح , ولكن
حين يأتى الظهر ولا يأتى تقول فى العصر سوف يأتى و يأتى العصر
ولا يأتى ولكنها تقول سيأتى مع المغرب وحين يأتى المغرب ولا يأتى
تقول سيأتى مع العشاء وحين لا يأتى تتنهد وتقول سيأتى مع طلة
الصباح وعاشت سنوات على هذا الحال حتى بلغت العشرين حينئذ
خرجت لتشترى الخبز بعد وفاة والدتها ولما عادت دق بابها خاطب
تلو خاطب تلو خاطب عدد شهور السنة فعملت مزاد واختارت أحسنهم
وأقواهم وأكلت الخبز بالعسل والقشدة كذلك فعل أولادها وكانت حفيداتها
يحببن شراء العيش , وقد قيل إذا ضاقت فاشترى خبزا , وهذا على كل
رزق , وأنا أنصح بالتروى والصبر ومعاينة الواقع و معرفة الحقائق
والتماس العلم والمعرفة عند أهلها الكرام.

Labels:

النظام الإنجليزى للصداقة


النظام الإنجليزى للصداقة
1- لا توجد صداقة فى هذا النظام بالمعنى المتداول بين الناس.
2- معنى الصداقة فى النظام الأنجليزى ؛ هى اللحظات المشتركة التى يقضيها شخصان معا ,
وهما يخوضان غمار الحياة ويبحران فى الدنيا وما فيها بهدف الإثارة والمتعة
والاستكشاف وزيادة المعرفة بالحياة .
التعاملات المادية فى نظام الصداقة الإنجليزى
3- يسمح النظام الإنجليزى بتبادل المنافع بين أطرافه ؛ وقواعده كالتالى :
ا – الإستعارة للأشياء المادية – مثل الكتب الأسطوانات ...إلخ – تكون مجانية أو تبادلية
أو بمقابل نقدى أو بمقابل خدمى , حسب الإتفاق بين الطرفين .
4- كل طرف فى النظام الإنجليزى ملزم فقط بنفقته الشخصية ؛ وله أن يأكل أو يشرب ما يحلو
له , سواء كان الطرف الآخر يأكل مثله أو يشرب مثله أو لا يفعل .
5- من أراد أن يعزم صديقه على طعام أوشراب أو غير ذلك , فله ذلك إذا وافق صديقه على
العزومة , ولكن من دون أن يكون للمتبرع بالعزومة الحق فى المطالبة بعزومة مماثلة
أو أزيد أو أقل ؛ والمرجعيه فى ذلك المثال المصرى القائل :الغاوى ينقط بطقيته .
6- من أراد أن يهدى هدية لصديقه فله أن يفعل ذلك إذا قبل صديقه الهدية ، سواء كانت ذات قيمة كبيرة
أو ضئيلة ، ولكن ليس لمن أهدى أن يطلب أو ينتظر من المهدى إليه ( صاحبه) هدية مثلها أو أزيد أو
أقل . والمرجعية فى ذلك المثل المصرى القائل :إللى معاه إرش محيره يجيب بيه حمام ويطيره .
* الرفقة فى المواصلات والسفر*
7- حال ركوب المواصلات والسفر كل ملزم بمصاريفه الشخصية ، وله أن يسارع بنهب مكان يجلس
فيه دون أن يأبه لصاحبه أجلس أم ظل واقفا لا يجد مكانا يجلس فيه ، وللجالس من الصديقين أن
يتبرع بمكانه لصديقه الواقف سواء بمقابل يتفق عليه أو بدون مقابل .
*اللقاء و الرؤية فى الطريق*
8- إذا رأى أحد الصديقين صديقه فى مكان عام أو فى شارع فله أن يقابله أو يطنشه بدون أدنى
كلمة ترحيب ، و للطرف الآ خر أن يقبل المقابلة والتلاقى – حال إتاحتها- أو يرفض المقابلة بدون
أدنى توضيح أو شرح . والمرجعية فى ذلك القاعدة التى تقول : أن تلقانى فى الشارع لا يعنى ذلك
أن نمشى معا.
*التطنيش والاجازة والإنهاء*
9- يسمح النظام الإنجليزى لأى طرف من أطرافه أن يطنش الطرف الآخر أى مدة سواء قصيرة
بدون حد أقصى ، حتى لوامتدت لسنوات ، وليس للطرف الواقع عليه التطنيش أن يغضب أو يتأثر
سلبا أو يلوم الطرف الآخر (المطنش) بل كل ما له أن يفعله أن يحاول الأتصال بالطرف المطنش
وبذلك قد يزول التطنيش ( فقد بنى النظام الإنجليزى على الإيجابية والقوة والمبادرة وروح الأبطال)
( لاينبغى للأصدقاء وفقا للنظام الإنجليزى أن يتصرفوا كفتيات صغيرات مدللات يخدشهن أقل شئ
فى المعاملات )
10- يحق لأى طرف من أطراف النظام الإنجليزى أن يبلغ الطرف الآخرأنه فى اجازة منه مدة
يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة وبدون حد أقصى ، ويحق للطرف المأجز ( الحاصل على الاجازة)
أن يقطع أجازته بأن يتصل بالطرف الآخر ويخبره بأن الأجازة تم قطعها ، بأى وسيلة من وسائل
الإتصال .
11- يحق لكلا الطرفين أن يكون كل من هما فى أجازة من الطرف الآخر فى نفس الوقت ولكن
على كل منهما أن يخبر الطرف الآخر بهذه الاجازة .
12- تتم الأجازة بالإرادة المنفردة ولا تحتاج إلى أى موافقة من الطرف الآخر.
*إنهاء الصداقة الأنجليزية*
13- يتم إنهاء الصداقة وفقا للنظام الإنجليزى بالإرادة المنفردة للطرف الراغب فى الإنهاء بشرط
ألا يبقى فى ذمته تجاه الطرف الآخر أى أشياء مستعارة لم يردها أو خدمات لم يؤديها له أو أتفاقات
لم تكتمل ، وعلى الطرف الذى وصله خبرالإنهاء أن يتقبل إنهاء الصداقة الإنجليزى بصدر رحب دون
مشاكل.
*تهويمات على النظام الإنجليزى*
إن النظام الإنجليزى معمول لمصلحتكم و وفقا لأفضل الإرشادات فى علم فى علم النفس ، وقصد به
الجمع بين طرفين بدون مشاكل وحزازات فى النفس تجاه البخل أو التطنيش أو خلافه ، إنه نظام تم
إنشاءه لإدامة الصداقة بين طرفين لأطول فترة ممكنة بدون مشاكل.
*ما ذكر عن أهداف النظام الإنجليزى للصداقة*
1- تنقية المعاملات من الغش والخداع.
2- رفع الحرج بين الأصدقاء.
3- إظهار الناس على حقيقتهم التى يعلمونها جيدا.


جميع الحقوق محفوظة لمؤلف وواضع النظام الإنجليزى للصداقة.
أحمد رسلان.

Labels: